السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: النفس اللوامة هي قسيم النفس المطمئنة والأمارة بالسوء.
واللوامة هي عندما يتوب العبد عن الذنوب ويندم على جميع ما صدر منه من المعاصي، ولكن مع ذلك قد تصدر عنه ذنوب في
بعض الأحيان، كما هو الحال في أغلب التائبين، فإنهم وإن تابوا وعزموا على الترك ولكن ربما يتسامحون ويتساهلون في
حفظ أنفسهم، أو يغلب عليهم شهواتهم فيخرجون عن الجادة المستقيمة، ويرتكبون بعض المعاصي الصغيرة، بل وفي بعض
الأحيان الكبيرة أيضاً، ولكن هم بعد الصدور يلومون أنفسهم على ما صدر منهم, ويندمون على ما ارتكبوا .
وهؤلاء هم تحت رحمة الله تعالى ولطفه العميم، فإما أن يعذبهم، وإما أن يغفر لهم، قال الله تعالى
( وَآخَرُونَ اعتَرَفُوا
بِذُنُوبِهِم خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيهِم إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ )) (التوبة :102).
ثانياً: قال الله تعالى
( وَلَا أُقسِمُ بِالنَّفسِ اللَّوَّامَةِ )) (القيامة :2), وسميت باللوامة لأنها تلوم صاحبها عند تقصيرة في عبادة
مولاها
وذكر الطبرسي :ان النفس اللوامة: الكثيرة اللوم وليس من نفس برة، ولا فاجرة، إلا وهي تلوم نفسها يوم القيامة، ان كانت
عملت خيراً قالت: هلا ازددت، وإن كانت عملت سوءاً قالت: ياليتني لم أفعل.. وقيل ان النفس اللوامة الكافرة الفاجرة، عن
قتادة ومجاهد.
فاتضح أن النفس اللوامة هي النفس التي تتعرض للذنوب والمعاصي وتقف ازاءها موقف اللائم لأنها تعترف بتقصيرها
ويكون من نتيجة هذه المحاسبة الرجوع والانكسار أمام عظمة الله عز وجل، لأنها تحس بالذنب والتقصير أمام نعم الله, وبذلك
يمكن أن تكون هذه النفس ممدوحة لأنها تقف موقف المسؤول أمام المغريات والشهوات، وهذه بحد ذاتها فضيلة يكافئ الله
سبحانه عباده عليها.
وفقني و وفقكم الله لكل خير